هناك العديد من الظواهر التي يمر بها المواليد الجدد والتي يتساءل الوالدين عنها وهل هي أمور طبيعية أم تدل على مشكلة تحتاج علاجا معينا. هنا سنستعرض بعضا من هذه الظواهر الطبيعية التي لا تستدعي القلق ولا تحتاج أي علاج طبي:
1) الأنف المسدود: تشتكي الكثير من الأمهات من الأنف المسدود لدى الرضيع بعد الولادة. هذه الظاهرة تحدث لعدة أسباب منها وجود سوائل في مجرى التنفس العلوي باقية من الرحم. أيضا بكاء الرضيع المتكرر يساعد في خلق المزيد من المخاط في الأنف ومجرى التنفس. هذا أحيانا قد يشكل صعوبة في التنفس أثناء الرضاعة او يصدر صوت خشخشة أثناء التنفس تشبه الطفل المصاب بالزكام أو نزلات البرد، لذلك تلجأ بعض الأمهات لاستخدام قطرات الأنف الملحية او شفاطات الأنف. هذه الظاهرة طبيعية ولا تستدعي علاجا معينا. قد تستمر الحالة شهورا عديدة لكنها لا تؤثر على رضاعة الطفل أو نموه او تنفسه بشكل عام. لا انصح باستخدام اي قطرات أنف لعلاج الحالة لان المنفعة لا تكاد تذكر وتزول الافرازات من تلقاء نفسها مع مرور الوقت.
2) الافرازات من العين: هناك قناة صغيرة تربط العين بالأنف تسمى القناة الدمعية. انسداد هذه القناة أمر شائع عند المواليد واعراضه تكون افرازات من عين واحدة او الاثنتين والتي احيانا تكون شديدة. يميز الطبيب بين هذه الحالة التي لا تستدعي العلاج وحالات التهاب او عدوى العين بعدم وجود احمرار في العين بخلاف الحال عند العدوى وبقاء بياض العين أبيضا. عدوى العين نادرة حاليا في المواليد لأنهم يتلقون مرهما واقيا لعدوى العين عند الولادة. انسداد القناة الدمعية لا يستدعي العلاج بالقطرات او المراهم ويزول مع مرور الوقت والذي قد يصل احيانا لعمر السنة.
3) البراز الأخضر: يستمد البراز لونه من مادة تنتج من الكبد ويعتمد تصبغه على كمية هذه المادة ومدة بقاء البراز في الأمعاء. في بعض الاحيان يكون لون هذه المادة أخضرا ويؤدي الى تلون البراز باللون الأخضر وهو أمر طبيعي ولا يعني وجود مشكلة أو عدوى تستدعي علاجا معينا.
4) الدم من منطقة السرة: بعد الولادة تكون قاعدة السرة في عملية انفصال مستمر حتى تقع. خلال هذه الفترة من الطبيعي رؤية كمية بسيطة من الدم أو بعض الافرازات الصفراء. لا يستدعي ذلك استخدام مسحات طبية أو كريم مضاد حيوي على المنطقة.
5) الفواق والعطس: يحدث الفواق بشكل متكرر لدى حديثي الولادة وقد يستمر اكثر من عشر دقائق. أيضا يكثر العطس في المواليد الجدد وهو لا يدل على حدوث زكام أو عدوى ما. لا يحتاج الطفل لعلاج معين لهذه الحالات وتتلاشي من نفسها مع مرور الوقت
مع تمنياتي لكم بالصحة والعافية
د ياسر الناصر
استشاري أطفال وجهاز هضمي
مستشفى الحبيب – الخبر