الحرارة من الأعراض الشائعة جدا عند الأطفال وذلك لكثرة اصابتهم بالعدوات التنفسية او الهضمية. التعريف الدقيق للحرارة هو درجة حرارة 38 مئوية أو أكثر يتم قياسها عن طريق الأذن أو (وهو الأكثر دقة) عن طريق فتحة الشرج. تعتبر الحرارة “عرضا” ليس مرضا فهي تدل على أن الجسم يدافع عن نفسه ضد ميكروب ما. سوف نناقش هنا بعض الحقائق المهمة عن الحرارة في الأطفال ونحاول تسليط الضوء على بعض المفاهيم الخاطئة عنها.
- هل الحرارة مضرة للأطفال: يتخوف الكثير من الحرارة في الطفل خصوصا عند عدم نزولها باستخدام الخافض ظنا منهم أنها ستسبب ضررا بالطفل. على خلاف ذلك تعتبر الحرارة طبيا أمر غير ضار بل على العكس تساعد الجسم على مقاومة العدوى. لا يسبب ارتفاع الحرارة حتى الشديد منها ضررا بالمخ كما يعتقد البعض أو ضررا بأعضاء الجسم الأخرى
- الحرارة شديدة الارتفاع تدل على مرض سيء: أغلب حالات الحرارة عند الاطفال تكون منخفضة (بين 38-39) لكن هذا ليس له دلالة على أن المرض خفيف أو شديد. حتى الفيروسات العادية التي تسبب الزكام من الممكن أن ترفع درجة الحرارة الى فوق 40 درجة ولا يدل ذلك على حتمية الحاجة للمضاد الحيوي.
- الحرارة المرتفعة تسبب التشنجات: تحدث التشنجات الحرارية عادة في الاطفال بين سن 5 شهور الى ست سنوات. درجة الحرارة ليس لها علاقة باحتمال حدوث التشنج حيث من الممكن ان تحدث مع الحرارة المرتفعة او المنخفضة. ايضا لا يوجد دليل طبي ان التحكم المحكم بدرجة الحرارة عن طريق الخوافض يمنع حدوث هذه التشنجات. ايضا، احتمال حدوث هذه التشنجات ضئيل جدا لا يتجاوز 4‰
- يجب استخدام اكثر من دواء لخفض الحرارة: تستخدم الكثير من الامهات اكثر من دواء لخفض الحرارة كالفيفادول بأشكاله (شراب وتحاميل) والبروفين وما شابهه. يكون الهدف هو التحكم اللصيق بالحرارة ومحاولة خفضها بأسرع وقت ممكن. هذا يعرض الطفل لأدوية متعددة بدون داع ولا يوجد دليل ان هذه الطريقة فعالة لخفض الحرارة فدواء واحد كاف للقيام بذلك.
- عدم خفض الحرارة قد يؤدي لارتفاعها لمستويات خطيرة: ارتفاع درجة الحرارة حتى العالي منها لا يحدث ضررا بأعضاء الجسم ومن النادر جدا ان تترفع الحرارة لدرجة خطيرة وهي فوق 42 درجة مئوية. يحدث ذلك عادة في حالات ليس لها علاقة بمرض ما، مثالا هو ترك الطفل في سيارة مغلقة في جو حار او تعرض الطفل لحرارة الشمس الشديدة
خلاصة نقول هنا ان الحرارة هي تفاعل حميد للجسم مع المرض ولا تستحق القلق الكبير ويجب التحكم بها بمنطقية تتناسب مع حجمها..
مع تمنياتي لكم بالصحة والعافية..
د. ياسر الناصر
استشاري أطفال وجهاز هضمي
مستشفى الحبيب – الخبر